في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الشباب في العالم العربي، حيث توفر هذه المنصات فرصاً للتواصل والتفاعل الاجتماعي، وتبادل المعلومات والترفيه. ومع ذلك، فإن هذا الاستخدام المكثف قد يحمل جوانب سلبية تؤثر على الصحة النفسية للشباب. يشير البحث إلى أن الاعتماد الزائد على العالم الافتراضي يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية، حيث يقلل من التفاعلات الشخصية وجهًا لوجه. الدراسات العربية تؤكد أن الشبان الذين يقضون ساعات طويلة على الإنترنت يظهرون مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق مقارنة بأقرانهم الذين لديهم تواجد أقل عبر الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، فإن الضغط الجماعي والصورة المثالية التي تعرضها وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تخلق ضغوطاً غير واقعية لدى الشباب، مما يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات ومشاعر عدم القيمة الكافية. كما أن التعرض لمحتوى كاره أو عدائي عبر هذه المنصات يمكن أن يسبب اضطرابات نفسية خطيرة مثل الوسواس القهري والمخاوف. لذلك، يلعب الآباء والمعلمون دوراً حيوياً في توجيه الشباب نحو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة صحية وبناءة، من خلال التعليم بشأن حقوق وواجبات استخدام الإنترنت وتعزيز العلاقات الشخصية ومهارات الحياة العملية.
إقرأ أيضا:دراسة جينية عن سكان جهة الرباط سلا زمور زعير تؤكد عروبة المغاربةتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب منظور عربي
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: