تاريخ ابن كثير

ابن كثير، الاسم الكامل له إسماعيل بن عمر بن كثير، شخصية بارزة في تاريخ العالم الإسلامي. ولد في مدينة دمشق حوالي العام 711 ميلادي (703 هجري)، وسط بيئة علمية ودينية مفعمة بالإنتاج المعرفي. فقد والداه مبكراً، لكنه وجد الرعاية اللازمة من أخيه الأكبر. بدأ رحلته التعليمية المبكرة بحفظ القرآن الكريم عندما بلغ الثانية عشرة فقط. امتدت مسيرته العلمية ليصبح أحد أبرز علماء عصره؛ فهو عالم دين، مفسر قرآن، مؤرخ، ومحدث.

من بين العديد من الأعمال التي تركها خلفه، يعد “البداية والنهاية” و”تفسير ابن كثير” الأكثر شهرة. الأول عبارة عن موسوعة تاريخية شاملة تغطي فترة طويلة من الزمن بدءًا من الخلق وحتى زمن تأليف الكتاب نفسه. أما الثاني فهو واحد من أشهر التفاسير القرآنية التي تعتمد بشكل كبير على الرواية والسنة النبوية. بالإضافة لهذه الأعمال الرئيسية، ألف أيضًا كتبا عديدة حول الحديث والفقه والتاريخ وغيرها من المجالات المتنوعة.

يتميز ابن كثير بشخصيته المثابرة والحازمة والتي ظهرت جلية خلال دراسته المكثفة للمصادر المختلفة واستيعابه السريع لها مما أكسبه مكانة عالية بين زملائه العلماء آنذاك. توفي