تحفة بلاغية تجليات الفن الشعري في حديقة الغروب لغازي القصيبي

تجليات الفن الشعري في “حديقة الغروب” لغازي القصيبي تتجلى في استخدامه المتقن للأدوات البلاغية التي تعكس العمق النفسي للشاعر وتصور حالاته الداخلية بدقة. يتميز شعر القصيبي بمدرسة الواقعية والتعبير الشخصي القوي، حيث يوظف اللغة بطريقة مؤثرة ومتفاعلة مع النفس البشرية. من أبرز تجليات البلاغة في هذا الديوان استخدام التشبيه الاستعماري المتعدد، الذي ينقل مشاعر الوحدة والحيرة عبر مقارنات جميلة مثل “أنا شبح يهيم ما بين أغلال وأسوار”. هذه التشبيهات تؤكد على سمات الشاعر الذاتية، موضحا كيف تخيم عليه أحاسيس اليأس والشجن بقوة. كما تلعب الاستعارة المكنية دورًا مهمًا في إضافة طبقات جديدة من التأويل والدلالات العميقة، مثل مقارنة الشاعر ورد الحديقة بابن آدم باكياً مغموراً بالحزن. هذه الصور تعكس ألم الحياة الجميلة والحساسة، وتدل على سوء الحالة العامة للوجود. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم القصيبي الكناية لرسم شخصية المؤلف وشخصيات أخرى مرتبطة به، مما يبرز الأمانة والإخلاص تجاه الوطن والقيم الأخلاقية الراسخة داخل نفس الشاعر. الطباق أيضًا يعد أحد تقنيات البلاغة الأكثر حضورًا في الديوان، حيث يجمع تناقضات الحياة الروحية السرية والنشر المفتوح لإظهار الثنائيات الموجودة داخله. تختتم “

إقرأ أيضا:قبائل بني هلال بمنطقة الشاوية بالمغرب
السابق
استجلاء قضايا دراسات اللغة والنصوص العربية الحديثة منظور لغوي وتحليلي
التالي
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم

اترك تعليقاً