تفسير آية فأما من أوتي كتابه بيمينه في سورة الحاقة

في سورة الحاقة، يوضح الله تعالى مصير المؤمنين الذين أوتوا كتبهم بيمينهم يوم القيامة. هؤلاء المؤمنون، عندما يُعرض عليهم كتابهم، يقولون “هاؤم اقرءوا كتابيه”، أي خذوا كتابي وقرؤوه، لأنهم واثقون من نجاتهم. يعبرون عن فرحهم وسعادتهم بنجاتهم من العذاب، مؤكدين أنهم كانوا على علم بأنهم سيلقون حسابهم يوم القيامة، ولذلك لم يرتكبوا السيئات عمدًا. يوضحون أنهم تابوا عن أي سيئات ارتكبوها فورًا، قائلين “فلست بمصرّف حسابيه”، أي لن أترك حسابي دون أن أتحمل مسؤولية أعمالي. ثم يعلن الله تعالى عن جزائهم، حيث يقول “فاستريحوا إنكم ملاقو جزاء الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربكم عطاء غير مجذوذ”، أي استريحوا يا أهل اليمين، لأنكم ستلقون جزاء الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض، وهذا العطاء غير محدود ولا ينقطع. هذه الآية تسلط الضوء على أهمية الإيمان بالبعث والجزاء، وتوضح آثار هذا الإيمان في سلامة كتاب المؤمن من السيئات. كما تشير إلى حقيقة أن الدنيا مزرعة الآخرة، وأن الأعمال الصالحة في الدنيا تؤدي إلى ثمارها في الآخرة.

إقرأ أيضا:كتاب الموسوعة الجغرافية (الجزء الثاني)
السابق
الطاهر بن عاشور رائد الإصلاح والتجديد في جامع الزيتونة
التالي
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الثورة القادمة والآثار الأخلاقية عليها

اترك تعليقاً