تفسير سورة الممتحنة دراسة متعمقة لآياتها وأحكامها

تتناول سورة الممتحنة، التي تعد سورة مدنية بإجماع العلماء، موضوعات مهمة تتعلق بالولاء والعداوة في الإسلام. تبدأ السورة بآية تحذر المؤمنين من اتخاذ أعداء الله وأعداء الرسول أولياء، مؤكدة على خطورة ذلك في قوله تعالى “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تُلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق”. ثم توضح السورة عواقب هذا الفعل، حيث يقول الله تعالى “إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويوسعوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفروا”.

وتتطرق السورة أيضًا إلى أهمية الجهاد في سبيل الله وطلب مرضاته، حيث تشير إلى أن المؤمنين يجب أن يبتغوا مرضاة الله في جهادهم، وأن لا يكشفوا أسرارهم أمام الأعداء، كما يقول الله تعالى “وأنتم تعلمون ما لم تعلموا”. بالإضافة إلى ذلك، تتناول السورة العلاقات الأسرية في يوم القيامة، مؤكدة أن الأرحام والأولاد لن ينفعوا يوم القيامة، بل سيفرق بين الناس حسب أعمالهم، كما جاء في الآية “لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بصير بما تعملون”.

ومن الآيات البارزة في السورة أيضًا آية النهي عن النوح، حيث روى الإمام أحمد عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ولا يعصينكم في معروف”، فسألته أم سلمة عن معنى ذلك، فأجاب “النوح”. وهذا الحديث يوضح أن النوح محرم في الإسلام.

وفي نهاية السورة، يؤكد الله تعالى على عظمته وعلمه بكل شيء، حيث يقول “ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل”. وبذلك، نرى أن سورة الممتحنة تحتوي على أحكام مهمة وتوجيهات قيمة للمؤمنين، تؤكد على أهمية اتباع تعاليم الإسلام والابتعاد عن أعداء الله.