تسمية بغداد تحمل في طياتها ثراءً تاريخيًا عميقًا يعكس تطورها عبر العصور. يعود أصل الاسم إلى حقبة بابل، حيث كانت المنطقة تُعرف باسم “بغدادو” أو “بغدادا”، والذي يعني “حديقة الحب” أو “جنة الأحباء”. هذا الاسم يعكس الموقع الاستراتيجي لبغداد على ضفاف نهري دجلة والفرات، مما جعلها واحة خصبة ومكانًا مثاليًا للحياة المستدامة. نقش حمورابي الشهير يشير إلى وجود موقع يدعى “برعاج”، مما يؤكد على أهمية بغداد التاريخية. بعد انهيار الإمبراطورية البابلية، استمرت بغداد كحاضرة رئيسية خلال فترات الحكم اليوناني الروماني والساساني، مع الاحتفاظ بنفس الاسم تقريبًا. ومع ذلك، كان التأثير الأكثر وضوحًا عندما أصبحت بغداد المركز السياسي والثقافي للدولة العباسية الإسلامية في القرن الثامن الميلادي. أطلق عليها الخليفة أبو جعفر المنصور لقب “مدينتي السلام” تكريمًا لصفاتها الآمنة والمزدهرة، وعرفت أيضًا باسم “دارالسلام”، مما عزز مكانتها كملاذ للسلام والاستقرار وسط عالم مضطرب. هذه التسميات المختلفة تعكس كيف تشكل تراث بغداد الثقافي والسياسي بشكل عميق بتعدد المعاني المرتبطة بهذا الاسم القوي والمبدع عبر القرون العديدة.
إقرأ أيضا:قبيلتي الشراردة وبني احسن بالمغرب الاقصىثراء التاريخ القديم لتسميات بغداد
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: