دعاء الرحمة للموتى في الإسلام يمثل جوهر الصلة الدينية والإنسانية، حيث يُعتبر وسيلة قوية لتقديم المساعدة الروحية للفقيد بعد وفاته. هذا الدعاء يعبر عن الرأفة والتوجيه الإلهي للأرواح المتوفاة، ويعكس محبة المؤمن وقلبه النقي تجاه الآخرين حتى وإن كانوا قد فارقونا جسديًا. من خلال الدعاء، نتواصل مباشرة مع الله لطلب المغفرة والعون لأحبائنا الذين رحلوا، مما يعبر عن إيماننا العميق بأن الموت ليس نهاية المطاف بل بداية حياة جديدة تحت مظلة الله. إحدى الأدعية الأكثر شيوعًا هي “اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس”، والتي تعكس طلبًا صادقًا للحماية والنعيم الأخروي لمن فقدناه. هذا الدعاء ليس مجرد كلام بل هو صدقة مستمرة تساعد الفقيد في حياته الأخرى، كما ورد في الحديث النبوي الشريف. بذلك، يساهم الدعاء في بناء خيرية الفقيد في الآخرة ويؤكد على روابط المجتمع الإنساني والديني الواصل بين الأحياء والأموات، مما يجعله رمزًا للحياة والشكر لله تعالى وتعبيرًا عن المحبة والخير الذي تركوه لنا خلفهم قبل مغادرتهم هذا العالم الفاني.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الجلجلان
