الشورى، كنظام حكم قائم على المشورة والتشاركية، يلعب دورًا محوريًا في بناء مجتمع ديمقراطي عادل وفق المبادئ الإسلامية. هذا النظام، الذي يُعتبر جزءًا أصيلاً من الوثائق القانونية الأولى للإسلام، يؤكد على قيمة المشاورة الجيدة في صنع السياسات العامة والحكومية. وفقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية، فإن عملية اتخاذ القرار ليست مجرد استفتاء عشوائي، بل هي نتاج لفريق مختار قادر على تقديم رؤى وصياغة حلول مبتكرة تتوافق مع المعايير الأخلاقية والقانونية السائدة. يتطلب هذا النظام من الأفراد المشاركين فيه أن يكونوا ذوي قدرة علمية ومعرفية واسعة، وأن يتمتعوا بالقدرة على الحكم المنصف والعادل، مع مرونة عقائدية واحترام لوجهات النظر البديلة. في التطبيق العملي، أثبتت الشورى نجاعتها في إدارة شؤون البلاد بحكمة وكفاءة عالية، مما أدى إلى خلق نوع جديد من الحكومات المنتخبة بصورة ديمقراطية. هذا النظام يعزز شعور السكان بالألفة والأخذ بالأخذ عند النظر بموضوعات ذات علاقة بهم مباشرة، ويضمن مشاركة المهنيين ذوي الخبرة في اتخاذ القرارات المصيرية.
إقرأ أيضا:كتاب البحر الشاسع لدخول الخوارزميات من بابها الواسعدور الشورى في بناء مجتمع ديمقراطي عادل وفق المبادئ الإسلامية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: