تُعتبر القيم العمود الفقري للحضارات عبر التاريخ، حيث تُشكل الإطار المرجعي الذي يُستخدم لتحديد مدى صلاح أو خطيئة مختلف التصرفات والسلوكيات لدى أفراد المجتمعات. في الحضارة الإسلامية، تُبنى القيم على قاعدة راسخة من القيم الدينية المنتمية إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة، مما يحفظ تماسكها وانسجام عناصرها المختلفة دون تغيير جذري بمرور الوقت. أما في الحضارات الغربية، فتتأثر القيم بشكل مستمر بالنظريات الاجتماعية والفلسفات الوضعية، مما يجعلها متحولة باستمرار نتيجة التأثيرات المعرفية الجديدة والمتجددة. هذا الاختلاف الجوهري يعكس اختلاف المصدر الرئيسي لكل حضارة فيما يتعلق بتشكيل منظومة قيمها الخاصة بها. ومع ذلك، فإن الطابع المادي السائد في الحضارة الحديثة قد خلق انقساماً واضحاً بين القيم الدنيوية والنواحي الروحية، مما أسفر عن فقدان كثيرٍ من القيم الروحية. وسائل الإعلام، رغم تأثيرها الكبير في انتشار المعرفة وتعزيز التواصل العالمي، قد زعزعت ثبات واستقرار تلك القيم بسبب شوائب الاستغلال والتلاعب بالمحتوى السلبي. في النهاية، تؤكد تجاربنا الإنسانية أن اكتشافات مادية دون توازنها الروحي لا يمكن أن تحقق السلام الداخلي وحقيقة رفاهية الشعوب.
إقرأ أيضا:لماذا اخترت خوارزمية من علم التعمية (التشفير) كمثال في الجزء الرابع من #حركة_الترجمة؟- هل توجد كلمة الموت في القرآن، هل يمكن أن أقرأ سورة الدخان من كل يوم خميس بعد أذان المغرب حتى الساعة
- هل تجوز معرفة السحر من اللبس عن طريق ما إذا كان ما بالجسد من السحر فإن اليد اليسرى ترفع مع تحريك الأ
- كائنات الغناء الرائعة (My Singing Monsters)
- قرأت في كثير من فتاواكم أنه يمكن التخلص من النقود التي تأتيني من الفائدة في أمور تفيد المسلمين كتبرع
- Mercury Filmworks