تُعتبر القيم العمود الفقري للحضارات عبر التاريخ، حيث تُشكل الإطار المرجعي الذي يُستخدم لتحديد مدى صلاح أو خطيئة مختلف التصرفات والسلوكيات لدى أفراد المجتمعات. في الحضارة الإسلامية، تُبنى القيم على قاعدة راسخة من القيم الدينية المنتمية إلى القرآن الكريم والسنة المطهرة، مما يحفظ تماسكها وانسجام عناصرها المختلفة دون تغيير جذري بمرور الوقت. أما في الحضارات الغربية، فتتأثر القيم بشكل مستمر بالنظريات الاجتماعية والفلسفات الوضعية، مما يجعلها متحولة باستمرار نتيجة التأثيرات المعرفية الجديدة والمتجددة. هذا الاختلاف الجوهري يعكس اختلاف المصدر الرئيسي لكل حضارة فيما يتعلق بتشكيل منظومة قيمها الخاصة بها. ومع ذلك، فإن الطابع المادي السائد في الحضارة الحديثة قد خلق انقساماً واضحاً بين القيم الدنيوية والنواحي الروحية، مما أسفر عن فقدان كثيرٍ من القيم الروحية. وسائل الإعلام، رغم تأثيرها الكبير في انتشار المعرفة وتعزيز التواصل العالمي، قد زعزعت ثبات واستقرار تلك القيم بسبب شوائب الاستغلال والتلاعب بالمحتوى السلبي. في النهاية، تؤكد تجاربنا الإنسانية أن اكتشافات مادية دون توازنها الروحي لا يمكن أن تحقق السلام الداخلي وحقيقة رفاهية الشعوب.
إقرأ أيضا:كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف للزهراوي (تحقيق فرع جراحه الفم والأسنان)- ما حكم تعليق الأدعية على جدران المنزل، مثل: «اللهم بارك هذا البيت» هل هو مباح؟ أم نأخذ بنفس فتوى الآ
- أنا مغترب، ومتزوج، وشهوتي عالية لا أستطيع التحكم فيها، وأمارس الجنس مع فتيات متزوجات، ومطلقات، وأرام
- ما حكم التصوير في المسجد؟
- ما حكم من طلق خطيبته وهو غاضب، والعصمة بيدها. هل يقع الطلاق؟
- ما مدى صحة الحديث المروي على لسان عمر بن الخطاب بخصوص المتعتين اللتين كانتا على عهد الرسول صلى الله