تعود جذور الشعبوية الحديثة إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث بدأت كحركة اجتماعية واقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الشرقية، مدافعة عن حقوق المزارعين والأجراء البسطاء. مع مرور الوقت، توسعت هذه الحركات لتشمل مطالب أكثر شمولاً مثل الحقوق المدنية والحريات الشخصية. ومع تحول الشعبوية إلى حزب سياسي منظّم، شهدت تحولات جذرية، حيث تبنى البعض أفكاراً يمينية متشددة بينما اتجه آخرون نحو يسارية أكثر ليبرالية. ومع بداية القرن العشرين، ظهرت أشكال متطرفة لهذه الحركة، خاصة في ألمانيا تحت حكم الحزب النازي، حيث تم التخلي عن مبادئ الديمقراطية لصالح نهج سلطوي يعلو فيه صوت زعيم موحد فوق أصوات الجميع. أسفرت هذه الفترة عن انهيار العديد من الدول الشعبوية بسبب طبيعتها الاستبدادية. على الرغم من ادعاء الشعبوية بالتمثيل الديمقراطي للقضايا الوطنية، إلا أنها واجهت انتقادات مستمرة بشأن تناقضاتها الداخلية، حيث تسوغ نفسها كممثل شرعي لإرادة الشعب بينما تغلق أبوابها أمام الآراء المخالفة. استخدمت الشعبوية وسائل الإعلام للنفاذ للعقول وردع الاختلافات السياسية المؤثرة، مما يقوض أساس الحرية والشفافية الأساسية للأطر الديمقراطية الصحيحة. خلال العقود الأخيرة، تولى قادة شعبويون زمام الأمور في العديد من البلدان باستخدام نفس التقنيات التي جعلتهم مشهورين لدى الجمهور، لكنها أدت لإضعاف مؤسساتهم
إقرأ أيضا:من مبادرات #اليوم_العالمي_للغة_العربية : مدرسة أحمد بن حنبلرحلة الشعبوية عبر التاريخ من الإصلاح إلى الاستبداد
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: