بدأت فكرة المنظمات غير الحكومية منذ القدم، حيث يمكن تتبع جذورها إلى عصر الخلافة الراشدة تحت حكم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي أنشأ الوقف الإسلامي لدعم المتبرعين وتأسيس صناديق خيرية دائمة. هذا النموذج الأولي تطور مع مرور الوقت، حيث اعتمد الغربيون هذا المبدأ ونقلوه إلى بلادهم خلال القرن التاسع عشر. بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، تحول التركيز في الشرق الأوسط والعالم العربي والإسلامي من مؤسسات الوقف إلى الجمعيات والمنظمات غير الحكومية. هذه المنظمات تعرف بأنها كيانات مستقلة تعمل لتحقيق مصالح عامة واسعة النطاق، وتعتمد على التمويل الخارجي بما في ذلك المساهمات الحكومية والتبرعات الخاصة. تلعب دورًا حيويًا في حماية حقوق الإنسان وتعزيز العدالة الاجتماعية، مثل شبكات التضامن الدولي التي تناضل من أجل تغيير السياسات الوطنية والدولية نحو نهج أكثر احترامًا للإنسان. ومع ذلك، تواجه هذه المنظمات تحديات كبيرة، خاصة في التدخل العملي في حل النزاعات الحربية بسبب سياسات القوى الدولية الرئيسية. ساهمت العولمة في تعزيز انتشارها، حيث يوجد حاليًا ما يقارب ألف منظمة وجمعية، مما خلق بيئة محفزة لمشروعات جديدة مفيدة للسكان المحليين وأعمال تطوعية مبتكرة. رغم قدرتها الواسعة للتغلغل داخل المجتمعات، إلا أنها ليست بمعزل عن التدخل الحكومي والأجهزة التنفيذية للدولة التي تصدر القرارات بشأن تراخيص عملها وتحديد نطاق نفوذ نشاطاتها بناءً على
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : السمطةإقرأ أيضا