ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية

ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية كان نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة. بدأ هذا الظهور عندما بُعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عام 611 ميلادي، بعد أربعين سنة من مولده. حمل النبي محمد أمانة تبليغ رسالة الإسلام الخالدة، ودعا الناس إلى دين التوحيد وعبادة الله وحده. هذا الظهور أدى إلى تغييرات جذرية في المجتمع العربي الذي كان يعاني من القبليّة والنزعة العرقية. قبل الإسلام، كانت شبه الجزيرة العربية مقسمة إلى قبائل وعشائر مثل الأوس والخزرج في المدينة، وقريش وبنو كنانة في مكة، وكانت النزاعات القبلية مثل حرب داحس والغبراء وبعاث وحرب البسوس شائعة. جاء الإسلام ليؤكد على وحدة الإنسانية وأن لا فضل لإنسان على آخر إلا بالتقوى والإيمان، مما ساهم في القضاء على النزعة القبلية والتحزب. كما حرّم الإسلام المنكرات والمعاصي التي كانت منتشرة بين سكان الجزيرة، مثل الخمر والزنا وعبادة الأصنام، وأسس منهجاً ربانياً كاملاً في التشريع والأخلاق لتحقيق السعادة للناس في الدنيا والآخرة.