يعاني المنهج الوصفي، على الرغم من شيوعه في العلوم الاجتماعية والإنسانية، من عدة عيوب تؤثر على مصداقية نتائجه. أول هذه العيوب هو الطبيعة الذاتية للبيانات التي تعتمد على مشاهدات وتفسيرات الباحث، مما يفتح الباب أمام تحيزات غير واعية قد تشوه الحقائق. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم القدرة على التحكم بالمتغيرات البيئية والموضوعات المدروسة يخلق مجالاً واسعاً لاحتمالات الاختلاف والتغيير، مما يصعب استنتاج العلاقات السببية بين الظواهر المختلفة. كما أن الدراسات الوصفية غالباً ما تكون محدودة زمنياً ومكانياً، مما يحد من قابليتها للتطبيق العام ويجعل الاستنتاجات مؤقتة. علاوة على ذلك، فإن الحجم الصغير للعينات المستخدمة في هذه الدراسات يمكن أن يؤدي إلى نتائج مبالغ فيها لا تعكس بدقة الواقع الأكبر. وأخيراً، يعتمد الكثير من البحوث الوصفية على بيانات ثانوية دون الوصول المباشر للمعلومات الأصلية، مما يقلل من دقة وصلاحيتها العلمية. لذلك، يحتاج المنهج الوصفي دائماً إلى تأكيده باستخدام طرق بحث أخرى لضمان صحة وجدوى النتائج المستخلصة منه.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : حطعيوب وأوجه القصور في منهج البحث الوصفي دراسة نقدية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: