تاريخ وأحداث

مدينة آسفي المغربية واحدة من بين أقدم مدن المغرب

مدينة اسفي

لا يعرف بالضبط العصر الذي تأسست فيه المدينة، فهي قديمة قدم التاريخ نفسه. حيكت حول تأسيسها واشتقاق اسمها روايات كثيرة، ففرانسوا بيرجي ذكر أن سكان مدينة صور الفينيقية أنشأوا بأسفي وكالة تجارية في القرن 12 قبل الميلاد. وأسكنوا فيها المهاجرين الكنعانيين الذين طردوا على يد الغزاة العبرانيين. وأطلقوا على هذه المدينة اسم أعظم سيد مقدس ببلد كنعان وهو “آسف”. أما ليون كودارد فيذهب إلى جعل مدينة أسفي من بين خمسة مرافئ أسسها حانون القرطاجي..

ذهب ابن خلدون إلى أن اسمها مشتق من الكلمة البربرية أسيف التي تعني المجرى في الوقت الذي فند فيه البعض هذا التأويل كون المدينة لا تحتوي على مجرى أساسا وإنما فقط وجود منحدر بين شعبتين.

في الوقت الذي ذهب فيه مؤرخون أخرون إلى أن تسميتها ترجع للعبارة التي قالها عقبة بن نافع عندما فتح المدينة واصطدم بوجود المحيط الأطلسي فقال تحسرا #يا أسفي والله لو كنت أعلم بوجود البشر وراء هذا البحر لخضته.

اسمها ورد ضمن أمهات المعاجم التاريخية، كمعجم البلدان لياقوت الحموي، كما ذكرها الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة في مذكراته الشهيرة التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة…

أدت الحفريات التي تم القيام بها في جبل ايغود ( 60 كلم شرقي مدينة أسفي) إلى اكتشاف بقايا الإنسان وخاصة جمجمتين مع أدوات ترجع إلى الفترة الموستيرية وعظام حيوانات.جعلت دراسة عظام الإنسان الباحث « إنوشي» يصنفها في عداد الإنسان النيوندرتالي.

إقرأ أيضا:توطين السلطان العلوي اسماعيل قبائل معقل في سهل تريفة شمال شرق المغرب قرب بركان

** اسطورة المدينة المدفونة :

نسجت العديد من الحكايات الشعبية حول هذه المدينة، التي يعتقد أنها غارقة على حافة المحيط الأطلسي شمالي مدينة أسفي . حيث تضاربت الآراء والروايات حول هذه المدينة العظيمة بين من يعتبرها مدينة قرطاجية قديمة أوعلى الأقل ميناء بناه حانون القرطاجي الذي قام برحلته في القرن 5 ق.م، ومنها وصل القرطاجيون لمنطقة رأس طوليس، كما كانت تسمى قديما، وبنو بها معبد إلههم بوسيدون، إله البحر.

** جوابنا على من يدّعي أن الفينقيين/الكنعانيين ليسوا عرباً او ساميين :

جوابَنا هو أن على الباحثين المغاربة التخلص من التبعية الثقافية للمدرسة الفرنسية والانفتاح على باقي المدارس والمراجع المختلفة.

هذا البروفسور في جامعة برلين الالمانية HUGO WINCKLER يؤكد لنا في كتاباته أن كلّ الشعوب الكنعانية و من بينها الفينيقية هي من جزيرة العرب و من الأراضي المُطلّة على االضفّة الشرقية للبحر الاحمر .

الباحث الالماني HUGO WINCKLER لديه تلاميذ و مدرسة عالمية تتبنّى أفكاره و أطروحاته و هو مُختص في الحضارة و الكتابات الأكادية البابلية و معروف باكتشافاته و اعماله العملاقة و نذكر منها :

إقرأ أيضا:كتاب المقاومة وجيش التحرير

-ترجمة نصوص “قانون حامورابي” المكتوبة بالأشورية

-ترجمة نصوص المعروفة ب “رسائل عمارنة/AMARNA LETTERS” المُسمّاة كذالك AMARNA TABLETS المُكتشفة في تلّ “عمارنة” بمصر ، هذه الرّسائل التي يرجع تاريخها لسنة 1360 قبل الميلاد و هي مِراسلات بين القصر الملكي الفرعوني المصري و مُمثليه في مملكة العموريين بكنعان.

– إكتشاف لأكبر كنز أثري تاريخي في تركيا الذي هو موقع HATTUSA عاصمة الحثيين HITTITE و اكتشاف في عين المكان آلاف الرّسائل مكتوبة بالخطّ الحثي HITTITE LANGUAGE .

السابق
كتاب التربة والمياه: استصلاح التربة والري والصرف
التالي
مدرسة الرماة بالمغرب

اترك تعليقاً