فضل السلام

يُعدّ السلام في الإسلام من أهم الخصال التي حثّ عليها الشارع الحكيم، لما له من أثر عميق في تماسك الأمة الإسلامية. فهو ليس مجرد تحية بين الأفراد، بل هو وسيلة لتحقيق العدالة والمحبة والألفة بين المسلمين. ففي السلام، نجد البراءة والخلاص من الشر والعيوب، وهو اسم من أسماء الله سبحانه وتعالى. كما جعل النبي محمد صلى الله عليه وسلم رد السلام من الإيمان، مما يدل على أهميته في تعزيز شعائر الإسلام وتعزيز الأخوة بين المسلمين.

بالإضافة إلى ذلك، يعمل السلام على تأليف قلوب المسلمين وتحقيق السكينة والحب والمودة بينهم. فهو أحد فرائض الدين وأركان الشريعة، حيث حث النبي صلى الله عليه وسلم على تحقيق المحبة والمودة والطمأنينة بين المسلمين. ومن خلال إفشاء السلام، يمكن تحقيق هذه الأهداف النبيلة، مما يجعل السلام شعاراً مميزاً للمسلمين.

ومن الناحية الشرعية، ذهب جمهور العلماء إلى أن إلقاء السلام سنة، بينما ورد السلام فرض بالإجماع. ففي الآية الكريمة “وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها”، يدل الأمر على الوجوب، دون وجود صارف يصرف الأمر إلى الندب. وبالتالي، فإن إفشاء السلام ورده من الخصال التي يجب على المسلم أن يحرص عليها لتحقيق الوحدة والمحبة بين المسلمين.