تشكل الشق السوري الأفريقي، المعروف أيضاً بوادي الصدوع الكبرى، نتيجة عملية جيولوجية معقدة ومستمرة. بدأت هذه العملية بحدوث صدع كبير في القشرة الأرضية، حيث أدت الحركات الداخلية المكثفة إلى دفع المناطق الأكثر كثافة نحو الخارج بينما غرقت الأخرى باتجاه الداخل. ساهمت الزيادة التدريجية لسُمك الصفائح القارية في ظهور شبكة واسعة من الصدوع الموازية. كما أدى اندفاع الحمم البركانية عبر هذه الصدوع إلى تسرب كميات هائلة من الصهارة السائلة، مما أدى إلى توسيع فتحات وثورات بركانية جديدة. هذه التحولات الدراماتيكية حولت منطقة ساحلية ساحرة إلى مشهد صحراوي مليء بالحمم والصخور المنصهرة. وعلى الرغم من عدم اكتمال العملية بعد، إلا أن الوادي المتصدع يستمر في إطلاق ثوراته المعتدلة والمؤقتة، مما يعكس الحركة المستمرة لوحدة كتلة أرضية واحدة تقدر بحوالي نصف سنتيمتر كل عام. هذا التفاعل الجيولوجي المستمر يفسر الظواهر الطبيعية الملحوظة في المنطقة، مثل نظام نهري حائل المغذي لبحيرات كبيرة مثل تبكان وكينيجا نياسا وفكتوريا، بالإضافة إلى تأثيره على الحياة البشرية والحيوانية.
إقرأ أيضا:السكان الاصليين لشمال غرب افريقيا وعلاقتهم بالمشرق
السابق
دور التعليم المحوري في تطوير المجتمعات والحياة الشخصية
التاليالرياضيات العلم الدقيق وتطبيقاته المتنوعة
إقرأ أيضا