مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي نهضة علمية وثقافية عميقة الجذور

تجلى مظاهر النزعة العقلية في العصر العباسي من خلال نهضة علمية وثقافية عميقة الجذور، حيث بدأت هذه النزعة في مجال الترجمة العلمية والفلسفية من اليونانية والسريانية إلى العربية، مما أتاح للمسلمين فهم العالم باستخدام المنطق والاستدلال العقلاني. وقد أسهم المستشرقون مثل الخوارزمي والحسن بن الهيثم في ترجمة أعمال الفلاسفة القدماء مثل أرسطو وأفلاطون، مما فتح أبواباً جديدة للتفسيرات العلمية للكون والقوانين الطبيعية. في الفلك، برز ابن الشاطر وابن يونس بتطوير تقنيات متقدمة لقياس زاوية الميل الرأسي للأرض، بينما حقق المسعودي تقدماً بارزاً في الرياضيات بتعميق فهم مفهوم البسط والمقام. في الطب، قدم ابن سينا كتاب القانون الذي أصبح مرجعاً رئيسياً لأكثر من ست قرون. كما شهد العصر نشاطاً ملحوظاً في نقد النصوص الدينية واستخدام الأدوات التحليلية لتفسير القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث قاد محمد الطوسي حركة نحو الربط بين الدين والعلم. بالإضافة إلى ذلك، لعب علماء الاجتماع دوراً هاماً، حيث مثلت نظريات ابن خلدون الاجتماعية خطوة رائدة نحو دراسة المجتمعات الإنسانية وفهم طبيعتها وتطورها عبر التاريخ.

إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : المجدول
السابق
دور مديرية الأمن العام الأردنية في تعزيز الأمن والاستقرار في المملكة
التالي
الخرائط أدوات أساسية لفهم الأرض وتصوّر المسافات والأماكن

اترك تعليقاً