معاهدة سان ريمو، التي وقعت في إيطاليا بين أبريل ويوليو من عام 1920، كانت اتفاقية حاسمة في إعادة تشكيل خريطة أوروبا الشرقية بعد الحرب العالمية الأولى. هذه المعاهدة لم تكن مجرد وثيقة قانونية، بل كانت نقطة تحول سياسية مهمة. فقد حددت حدود الدولة الجديدة المعروفة باسم جمهورية يوغوسلافيا، والتي ضمت كرواتيا وصربيا وسلوفينيا. كما رسمت الخطوط الفاصلة بين رومانيا وبولندا وبينها وبين تركيا. بالإضافة إلى ذلك، أدت المعاهدة إلى تفكيك الإمبراطوريات القديمة مثل النمسا والمجر وروسيا القيصرية وإيطاليا نفسها بطريقة غير مباشرة. تضمنت المعاهدة أيضاً حلولاً لبعض المسائل الاقتصادية المتعلقة بالأراضي المسترجعة حديثاً وتوزيع الغنائم العسكرية بين الأطراف المختلفة. ومع ذلك، كان التأثير الأكثر ديمومة هو تأجيج الشعور الوطني والاستياء لدى العديد من الجماعات والأعراق الذين وجدوا أنفسهم تحت حكم حكومات جديدة غريبة عن ثقافتهم وتاريخهم الطويل. هذا الأمر ساهم في اندلاع الثورات والحروب العديدة التي شهدتها القرن العشرين في تلك المناطق.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : الدّحاس
السابق
عمق الفكر الإنساني مظاهر الحياة النفسية والعقلية للقبائل العربية قبل الإسلام
التاليالزائدة الدودية موقعها وأهميتها
إقرأ أيضا