يختلف علم السياسة والعلوم السياسية في جوهرهما، حيث يمثل علم السياسة النشاط العملي الذي يحدث ضمن إطار الدولة أو السلطة، ويتضمن صنع واتخاذ القرارات التي تؤثر مباشرة على حياة المواطنين والمجتمعات المحلية. من ناحية أخرى، تعتبر العلوم السياسية فرعًا من فروع المعرفة التي تستكشف الجانب النظري للعملية السياسية، وتحلل وتفسر الظواهر المرتبطة بالحكومات والدول بهدف فهم كيفية عمل النظام السياسي وتفاعلاته الداخلية والخارجية. بينما يهدف علم السياسة إلى تحقيق رفاهية عامة عبر وضع وتنفيذ سياسات بناءة لتحسين ظروف السكان، تعمل العلوم السياسية كحارسة لمعايير دقيقة راسخة عالمياً حول أدوار وممارسات المنظمات الحكومية والسياسية. تهدف العلوم السياسية إلى شرح كيفية عمل الحكومات وتشكيل تفكير الجمهور فيما يتعلق بما ينبغي أن تكون عليه الأمور، وتقديم أساس مستند للأبحاث لتقييم فعالية التشريعات الحالية واستراتيجيات المستقبل. رغم اختلاف طبيعتيهما، هناك رابط قوي بين هذين المجالين، حيث تستخدم السياسة طرقًا تقليدية غير رسمية للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي وتلبية الاحتياجات اليومية مثل التعليم والصحة، بينما تقدم العلوم السياسية نهجًا منظماً ومعياريًا لدراسة سلوك البشر وجماعتهم السياسية بناءً على البيانات والملاحظات التحليلية. هذا يساعد على تحديد الاتجاهات والسوابق والمعايير الأخلاقية الأساسية التي تساهم في تطور سياسة مكتفية ذاتيًا أكثر استدامة وإنصافًا.
إقرأ أيضا:كتاب تعلم البرمجة مع بيثون 3
السابق
كيفية توفير الطاقة دليل شامل لممارسات فعالة ومستدامة
التاليالتداخل الإبداعي بين الثقافة والعلم من خرائط القرآن إلى الإلكترونيات المعمارية
إقرأ أيضا