اختار أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، أن يكون قبره ملاصقًا لقبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما يعكس عمق العلاقة التي ربطتهما منذ بدايات الإسلام. كان أبو بكر أول الرجال الذين آمنوا بالنبي محمد، ورافقه في رحلة الهجرة، وكان له دور محوري في العديد من المواقف العصيبة التي واجهتها الدعوة الإسلامية. عندما اقتربت ساعة وفاته في الثالث عشر من شهر جمادي الآخر لسنة ثلاث عشرة للهجرة، كان آخر همومه تحديد مصيره الأخروي. بفضل توجيهاته الواضحة قبل وفاته، تم تنفيذ مشيئته بتكريمه بمكانة عالية بالقرب ممن أحبه أكثر من نفسه. بعد وفاته، حمل جسده المحبوب أدبًا واحترامًا فوق فراش الرسول الكريم، وأُقيمت صلاة الجنازة حسب السنة المطهرة. بذلك، انضم أبو بكر إلى النبي محمد في حرم مسجد النبي المصطفى في مكة المكرمة، ليصبحا ثاني وثالث أصنام المدافن البيضاء ذات الإقبال المباركة داخل الحرم.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : القُنيّةمكان دفن أبي بكر الصديق
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: