عبد الله بن عباس، المعروف بلقب “ترجمان القرآن”، كان أحد أبرز علماء الحديث والفقه في تاريخ الإسلام. وُلد في مكة المكرمة لعائلة نبيلة من قريش، وقد تميز بكفاءته الفائقة في فهم وتفسير القرآن الكريم. لم يكن ارتباطه بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته مجرد قرابة دموية، بل كان له تأثير محوري في تشكيل الثقافة الدينية للعصر الإسلامي المبكر. برز دور ابن عباس كأحد رواد التفسيرات الأولى للقرآن، مما جعله مصدرًا موثوقًا للأدلة الشرعية لدى الفقهاء والمحدثين اللاحقين. كانت محاضراته ودروسه موسوعة شاملة تغطي جوانب العقيدة الإسلامية والحياة الروحية والإرشادية. وعلى الرغم من وفاته المبكرة، إلا أن إرثه المعرفي ظل حيويًا حتى عصرنا الحالي، بفضل جهوده المثمرة التي طبعت التاريخ بالإنجازات العلمية والدينية. يُعتبر كتاب “تفسير ابن عباس” مرجعًا رئيسيًا لمجموعة واسعة من المؤلفات والمراجع الأخرى المرتبطة بالتفسير والعقائد الإسلامية الأساسية، ولا يزال مرجعًا أساسيًا لدراسات علوم الشريعة والحياة الاجتماعية والثقافية لتلك الفترة وما تلاها.
إقرأ أيضا:كتاب إدارة المعرفة في إطار نظم ذكاء الأعمال
