نظرية المعرفة لدى سقراط الفضيلة كمعرفة وحكمة الأفعال

نظرية المعرفة لدى سقراط تركز على أن الفضيلة هي المعرفة، حيث يرى أن الفهم العميق للحقيقة يشكل أساس الأخلاق الشخصية والعامة. بالنسبة لسقراط، الفضائل مثل العدالة والكرم والحكمة ليست مجرد قيم غامضة، بل هي نتائج مباشرة لفهم دقيق للطبيعة الإنسانية والمبادئ الراسخة للأخلاق. المعرفة، في هذا السياق، تعني الوصول إلى الحقيقة المطلقة، ويعتبر العالم مترابطًا بحيث يمكن استنباط جميع الحقائق من جوهر حقائق أساسية واحدة. يؤكد سقراط على أهمية المعرفة في توجيه التصرفات والسلوكيات، حيث أن تحليل المواقف المتنوعة ودراستها التفصيلية يكشف الطريق الأنسب للتطبيق العملي القائم على الاستدلال المنطقي الهادئ. هذا النهج يسمح للإنسان بتنمية فضائله الداخلية واتخاذ قرارات مستنيرة نحو تحقيق الرشد والخير العام. يربط سقراط بين المعرفة والشك، حيث لا يمكن للشخص الشك فيما لا يتمتع بمقدار كافٍ من العلم والمعرفة. بالتالي، يتطلب التحقق من موقع شكي جمع الأدلة والبراهين لدعم الفرضيات، مما يتطلب جهدًا وفكرًا متأنيًا لتحقيق درجة عالية من الثقة بالنفس والثقة بالحقيقة المحققة. أما بشأن علاقة المعرفة بالخطايا، فيرى سقراط أن الخطأ ينشأ عن نقص المعرفة وليس رغبة مكشوفة بالإساءة أو الضرر. إن الاعتراف بذلك يعني الاعتراف بعدم القدرة على اتخاذ خيار مدروس مبني على العلم والمعرفة

إقرأ أيضا:كتاب الجديد في ثورة الجلوكوز
السابق
الرقابة الحرية الفكرية
التالي
تاريخ وسحر الساعة المائية رحلة عبر الزمن تتبع إيقاع الطبيعة

اترك تعليقاً