العنصرية ضد السود جذور الظلم التاريخي وأبعاد استمرارها

العنصرية ضد السود هي مشكلة معقدة ومستمرة تعود جذورها إلى العصور الاستعمارية والإقطاعية، حيث كانت أيديولوجيات التفوق الأبيض سائدة. في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، بدأ الأوروبيون باستعباد السكان الأصليين للأراضي المكتشفة حديثاً، معتبرين البشر السود مصدر قوة عاملة رخيصة الثمن. هذا النظام الاستعبادي تجلى بشكل أسوأ في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عاش السود تحت حكم البيض الذين فرضوا عليهم العمل الشاق والمعاملات غير الإنسانية. بعد الحرب الأهلية الأمريكية، لم تتلاشى العنصرية بل انتقلت عبر وسائل خفية مثل القوانين المنظمة للتعليم، مثل قانون جيم كرو الذي فرض فصل المدارس العامة بناءً على أساس عرقي. هذا القانون حرم الطلاب الملونين من الوصول إلى مدارس جيدة، مما أثر سلباً على فرصهم التعليمية والوظيفة المستقبلية. كما شكل النظام الاقتصادي عقبة أمام تقدم المواطنين الأمريكيين من أصول أفريقية، حيث وجد الكثير منهم أنفسهم مجتمعين في أحياء فقيرة بسبب السياسات الحكومية المتعمدة. رغم التحولات الديمقراطية الحديثة التي جعلت بعض مظاهر العنصرية أقل بروزا، إلا أن آثار الماضي تبقى محفورة في ذاكرة المجتمع وتظهر بين فترة وأخرى على هيئة أعمال عنيفة وكراهية واضحة تجاه الأقليات الإثنية المختلفة.

إقرأ أيضا:الجيش المخزني السعدي (التأصيل)
السابق
أثر تمارين مقبض اليد على تعزيز الصحة العامة وتحسين القدرة الوظيفية اليدوية
التالي
استعادة الثقة بعد خيانة الزواج دليل عملي للأزواج المتضررين

اترك تعليقاً