مدينة بغداد، التي تأسست عام 762 ميلادياً على يد أبو جعفر المنصور، كانت مركزاً حضارياً وثقافياً بارزاً في العالم الإسلامي. خلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، شهدت بغداد ازدهاراً اقتصادياً وثقافياً كبيراً، خاصةً في عهد الخلفاء المهدي وحارون الرشيد. كانت المدينة محاطة بجدران قوية وأربعة حواجز مركزية، مما جعلها حصناً منيعاً. في هذه الفترة، أصبحت بغداد أكبر مدن العالم، ومصدر إلهام للعديد من القصص والأعمال الأدبية الشهيرة مثل “ألف ليلة وليلة”. شجّع الخليفة المأمون على ترجمة الكتب اليونانية القديمة إلى اللغة العربية، وأنشئ مؤسسات تعليمية متقدمة مثل المستشفيات والمدارس الفلكية والمراصد. ومع ذلك، بدأت الفترة الذهبية لبغداد تتلاشى بسبب الصراعات الداخلية والخارجية. تعرضت المدينة للغزوات والقهر من قبائل مختلفة، بما في ذلك البويهيون والسلاجقة الأتراك. كان سقوط بغداد أمام المغول عام 1258 ميلادياً حدثاً كارثياً أنهى حقبة الحكم العباسي وسحق الكثير من المعارف الإنسانية. بعد ذلك، ظلت بغداد تحت سيادة فارس لفترة قصيرة قبل أن تستعيدها الإمبراطورية العثمانية. في العصر الحديث، شهدت بغداد تغيرات كبيرة أخرى، بما في ذلك الاحتلال البريطاني عام 1917 ميلادياً والاحتلال الأمريكي عام 200
إقرأ أيضا:السموأل بن يحيى المغربىرحلة عبر الزمن تاريخ مدينة بغداد
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: