تعتبر الحضارة النوميدية واحدة من أبرز الثقافات في تاريخ شمال إفريقيا القديم، حيث ازدهرت بين القرن الخامس قبل الميلاد والقرن الثالث بعد الميلاد. امتدت هذه الحضارة عبر مناطق تونس والأجزاء الشرقية من الجزائر والمغرب العربي، وتميزت بثقافتها الغنية وتراثها الفريد الذي يعكس مزيجاً من التأثيرات المحلية والعالمية. تأسست المملكة النوميدية تحت قيادة ماسينيسا، الذي استغل الاضطرابات الناجمة عن الحرب البونيقية الثالثة ليعلن الاستقلال عن روما. سرعان ما تحولت نوميديا إلى قوة إقليمية رئيسية، توسعت حدودها لتشمل مناطق واسعة من منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال الصحراء الكبرى الأفريقية. كان للنوميديين نظام اجتماعي معقد يضم طبقات متعددة، بما فيها النبلاء الذين تولوا المناصب السياسية العليا، وفئة رعاة وغنم، بالإضافة إلى عبيد قاموا بالعمل الزراعي والحرف اليدوية المختلفة. اقتصاد نوميديا كان متنوعاً ومتطوراً للغاية، حيث عرفوا طرق التجارة البحرية والجبلية الواسعة وكانت لهم علاقات تجارية وثيقة مع الإغريق والرومان والفينيقيين. لعب الدين دوراً كبيراً في حياة المجتمع النوميدي، حيث اتبعوا مجموعة متنوعة من الآلهة والإلهيات المستمدة أساساً من ديانة البيزنطيين والبامفيليّين وبعض عناصر الديانة اليهودية المسيحية المبكرة. تركت النصوص المكتوبة بلغات مختلفة رسائل حول الحياة الاجتماعية والدينية لهذه الحضارة القديمة، مما يساهم في مع
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : التُّولاَل
