في النقاش الأدبي والفلسفي الذي أثاره غيث المسعودي حول تأثير تعلم اللغات المتعددة على الهوية الثقافية الشخصية، تم طرح قلق رئيسي حول احتمال تشويه الهوية الثقافية الأصلية بسبب الانغماس الزائد في اللغات والثقافات المختلفة. وقد أكد المشاركون على أهمية الحفاظ على الأسس الثقافية كنقطة انطلاق للأفكار والمعرفة المستقبلية. نور القاسمي ورحمة الشرقى وفتحي الدين البناني قدموا وجهات نظر متوازنة، حيث رأت القاسمي أن تحقيق توازن بين استيعاب الثقافات واستحضار جذور المرء الأم مهم جدًا لحماية الهوية الثقافية. بينما رأت الشرقى أن تعلم اللغات المتعددة يمكن أن يساهم في تعميق فهم المجتمع الدولي، مما يخلق جسور تواصل بدلا من فرض خطر على الهوية الفردية. وأشار البناني إلى الجانب الإيجابي لاستخدام اللغات المتعددة حيث تساعد في زيادة الرؤية العالمية وتحقيق تفاهم أفضل بين البشر المختلفين ثقافيًا ولغويًّا. اتفق الجميع على أن المفتاح يكمن في وضع ضوابط واضحة لتجنب اندثار الهويات الأصيلة مع الثراء المفيد للتفكير بواسطة المعرفة المكتسبة حديثًا. الهدف المشترك هو التأكيد على الحاجة للوعي الذاتي وعدم الوقوف موقف الخنوع أمام تأثيرات الخارج، مع الاعتراف بنفس الوقت بإمكانيات العالم الرحبة التي تقدمها التجربة متعددة اللغات والتقبل لها بروح مفتوحة ولكن بحذر مدروس.
إقرأ أيضا:تاريخ قبيلة شياظمة بالمغرب حسب ابن خلدونعنوان المقال الهوية مقابل تعليم اللغات التوازن والدفاع
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: