في فترة الحكم المملوكي، شهد العالم الإسلامي نهضة أدبية بارزة، خاصة في مجال الشعر الديني. هذا النوع من الشعر كان يعكس الروحانية العميقة لتلك الحقبة، حيث كان الشعراء لا يقتصرون على كتابة القصائد بل كانوا أيضًا دعاة وأدباء يحملون هموم المجتمع ويترجمون أفراحهم وآلامهم عبر قصائدهم. كانت النصوص الشعرية مليئة بالأبيات التي تتحدث عن الجنة والنار والحياة الآخرة، بالإضافة إلى مدائح للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والأئمة، وهو ما يُعرف باسم المديح النبوي. من بين الشعراء البارزين في هذه الفترة الإمام المولى عبد الرحيم الرندي، الذي اشتهر بشعر المدح والنثر الفني والخطابة البلاغية، وابن نباتة الحموي الذي تميزت قصائده بصناعة اللفظ وسحر المعنى. كما برز دور المرأة ككاتبة وشاعرة دينية بارزة مثل زينب بنت محمود المحمودية التي كتبت ديوان حكايات النساء، والذي يحتوي على قصائد ذات طابع قرآني وديني مؤثر. هذه التجليات الأدبية للشعر الديني في فترة الحكم المملوكي تعكس عمق الروابط الثقافية التاريخية للدولة المملوكية وتظهر كيف لعب الشعر دوراً أساسياً في حياة الناس آنذاك وفي تشكيل هويات مجتمعية راسخة تمتد جذورها وانطباعاتها للأجيال التالية.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : هْوِيْعَةالتجليات الأدبية للشعر الديني في فترة الحكم المملوكي
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: