تستخدم المقامة الحلوانية لأحمد بن يحيى همذاني مجموعة متنوعة من الأساليب الفنية والبلاغية لإثارة الضحك، مما يجعلها تحفة أدبية خالدة. من أبرز هذه الأساليب استخدام السجع والبلاغة في العبارات، حيث يتجلى ذلك في نفي وجود رأس لشخص ما على الرغم من رؤيته، أو في استخدام الحجاج للشتم بالسجع لكسب نقاش حول ملكية الرأس. كما يلعب الشعر دورًا هامًا في هذا الأسلوب، حيث يُقسم الراوي بأنه لن يحلق شعره مرة أخرى بسبب تجربته المؤلمة لدى الحجامين. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الحجج الواهية والسخيفة لإحداث الضحك، مثل التعليق المضحك حول ملكية الرأس بناءً على علامة طينية صغيرة. يتم أيضًا استخدام الاستفهام بشكل مرح وساخر، مثل السؤال الغريب عن ملكية الرأس أو سرقة بعض الناس. يستغل الكاتب موهبته التصويرية للتعبير عن المواقف بطرق عبقرية، مثل وصف حمام صغير رغم طلب العميل مكانًا واسعًا للحلاقة. كما تُستخدم السخرية لتصوير تصرفات رجال الأعمال الذين يعملون بصناعة الشعور بالألم أثناء محاولة شطف الشعر المحلوق حديثًا. تُقدم القصة نماذج مستحدثة لسلوك الأشخاص ذوي الطباع العنيفة والجشعة والمغرورة، مما يضفي روح الدعابة والفكاهة للعمل الأدبي ككل.
إقرأ أيضا:كتاب الفيروسات: مُقدّمة قصيرة جدًّا
السابق
التواصل الفريد الرسائل الخطية خلال فترة الحكم الأموي
التاليرحلة عبر العصور أشهر الشعراء الذين غنى الموشحات الأندلسية
إقرأ أيضا