ابن خلدون، المفكر العربي الإسلامي البارز، يُعتبر رائدًا في مجال الاجتماعيات والقانون السياسي. وُلد في تونس ونشأ فيها، وقد أثرى الحقل الاجتماعي والفكري بشكل عميق خلال العصور الوسطى. يُعد مؤلفه “العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر”، المعروف باسم “المقدمة”، أحد أكثر الأعمال تأثيرًا في تاريخ النظرية الاجتماعية. في هذا العمل، طرح ابن خلدون مفهوم الدورة العمرانية للدول والحضارات، حيث شرح كيف تتطور الأمم عبر مراحل مختلفة من التكوين إلى الانهيار. كما أكد على دور البيئة والثقافة والإدارة الجيدة كركائز أساسية للاستقرار والاستدامة الوطنية. بالإضافة إلى ذلك، سعى ابن خلدون لتطبيق رؤاه النقدية والمعرفية على المجتمع البشري والنظام القانوني، حيث تصور نظامًا رعائيًا للحكم يتضمن وظائف حكومية معقدة ومتكاملة مثل الاستشارة والتخطيط المالي والعسكري والشؤون المدنية. وصف نظام العدالة وفقًا لمعايير الدين والقانون، مما جعله متقدمًا جدًا بالنسبة لعصره. بذلك، ترك ابن خلدون تراثًا غنيًا ومكتشفات ثورية مازالت تُدرس وتستلهم حتى يومنا الحالي.
إقرأ أيضا:كتاب أسس الهندسة الكهربية وتقنيتها
