اكتشاف المجهر الإلكتروني رحلة العلماء نحو رؤية غير مرئية

اكتشاف المجهر الإلكتروني يمثل نقلة نوعية في مجالات علم الأحياء والفيزياء وعلم المواد، حيث كان الفضل في هذا الاكتشاف يعود بشكل أساسي إلى العالم الألماني إرنست روسكا الذي ابتكر أول مجهر إلكتروني فعال. بدأت رحلة روسكا نحو هذا الاكتشاف من خلال فهمه العميق لمبادئ الفيزياء الكهربية والإشعاع الإلكتروني، حيث استندت فكرته على استخدام الأشعة الإلكترونية لتكوين صور بدلاً من الضوء البصري. بدأ روسكا عمله في جامعة فرانكفورت تحت إشراف هيرمان أوبرستالر، حيث طور نظام تصوير مبكر باستخدام الأشعة الإلكترونية. ومع ذلك، فإن الجهد الحقيقي جاء عندما تولى زمالة بحثية في جامعة برلين للتكنولوجيا، حيث طبق نظريات الأجهزة المتقدمة التي طورتها مجموعة متنوعة من العلماء. بعد تجارب كثيرة واجتياز العديد من العقبات التقنية، نجح فريق روسكا ونوردييج في بناء المجهر الإلكتروني الأول الناجح في عام 1931، والذي حقق دقة تصل إلى حوالي نانومتر. هذا الاكتشاف فتح آفاق جديدة تماماً أمام الدراسات العلمية الدقيقة للأنسجة الخلوية والبنى البيولوجية الصغيرة الأخرى التي لم يكن بوسع المجاهر القديمة رؤيتها سابقاً.