السخرية من الآخرين، كما يوضح النص، ليست مجرد سلوك طائش بل هي ظاهرة اجتماعية مدمرة تحمل آثاراً خطيرة على الأفراد والمجتمعات. فهي تعني التقليل من شأن شخص آخر واستهزاؤه عبر تسليط الضوء على عيوبه الشخصية بشكل مؤذي ومثير للضحك. هذه السلوكيات، سواء كانت كلامية أو جسدية أو غير لفظية، تؤدي إلى نشر الخلاف والحزن بدلاً من السلام والألفة. من أهم الآثار السلبية للسخرية أنها تفصل العلاقات الاجتماعية وتعطل روابط الوصل الكريم بين الأهل والأصدقاء والجيران، وتنشر بذور البغضاء والكراهية بين الناس. كما أنها تشجع الدافع الانتقامي لدى البعض وتؤدي إلى تدهور تقدير الذات واحترام النفس لدى المستعرضين لها. بالإضافة إلى ذلك، فإن السخرية تسبب مشاعر الحقد والشحناء داخل النفوس البشرية، وقد تؤدي إلى خسارة ثواب الأعمال الصالحة في الحياة الأخرى وفقاً للشريعة الإسلامية. السخرية تؤدي أيضاً إلى فوضى اجتماعية مستدامة وتحرض أفراد المجتمع على الثأر ورد الجزاء بالسواء، مما يشكل خطراً مباشراً على تماسك النظام الاجتماعي وفيدامته.
إقرأ أيضا:كتاب أنظمة التشغيل للمبرمجين
