الدين في الثقافات البشرية مفهوم واسع، لكن معناه وحقيقته تختلفان حسب الرؤية الفكرية والمعتقدية لكل مجتمع وثقافة. في اللغة العربية، يشير الدين إلى ما يلتزم به المرء ويؤدي طاعةً لله سبحانه وتعالى. أما اصطلاحياً، وفي الإسلام تحديداً، فهو نظام حياة شامل يشمل الإلهيات والأخلاق والدنيوية التي وضعها الله تعالى لإرشاد الخلق نحو الحياة الصالحة والسعادة الأبدية. من منظور لغوي، تعكس الجذور اللغوية لكلمة دين جوانب من مفهوم الدين كالتزام وعلاقة بين العبد وخالقه. في السياق الإسلامي، يشكل الدين منظومة متكاملة تضم عقائد وأصول وشرائع مبنية على القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. هذا النظام ليس مجرد مجموعة من القوانين الظاهرة بل هو طريقة حياة كاملة تغطي كل نواحي الوجود الإنساني، بدءاً بالعبادات وانتهاء بالعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. بهذا الشكل، يأخذ الدين دور الحاكم الأعلى للأمة المسلمة ويوجه سلوك الأفراد والجماعات بما يناسب مقاييس الاتزان الأخلاقي والإنساني العليا كما رسمهما الله عز وجل عبر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. فهم واستيعاب مفاهيم الدين عملية مستمرة تحتاج للإلمام بتاريخ العقيدة الإسلامية وتقاليدها وفلسفتها بالإضافة لتأثير البيئة والثقافة المحلية عليها وعلى ظروف التطبيق العملي لها اليوم.
إقرأ أيضا:كتاب الأعدادالدين تعريفاته ومبانيه بين اللغة والفقه الإسلامي
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: