الطاهر بن عاشور، أحد أبرز أعلام جامع الزيتونة في تونس، يُعتبر رائدًا في مجال الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي. وُلد في أسرة علمية عريقة تعود أصولها إلى الأندلس، ونشأ في بيئة ثقافية غنية حيث تلقى تعليمه في جامع الزيتونة، أحد أعرق المؤسسات التعليمية الدينية في شمال أفريقيا. حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة الفرنسية، ثم التحق بجامع الزيتونة في سن الرابعة عشرة. بفضل تفوقه العلمي، عُين مدرسًا من الطبقة الأولى بعد اجتياز اختبارها. كان للطاهر بن عاشور دور بارز في إصلاح التعليم في جامع الزيتونة، حيث أدخل إصلاحات كبيرة أدت إلى زيادة عدد الطلاب والمعاهد التعليمية. كما كان أول شيوخ الزيتونة الذين جمعوا بين منصب شيخ الزيتونة وشيخ الإسلام المالكي. من أهم مؤلفاته كتاب “التحرير والتنوير”، وهو تفسير للقرآن الكريم يحتوي على خلاصة آرائه الاجتهادية والتجديدية، وكتاب “مقاصد الشريعة”. ومن مواقفه المشهورة رفضه القاطع استصدار فتوى تبيح الفطر في رمضان عندما دعا الحبيب بورقيبة العمالَ إلى الفطر في رمضان بدعوى زيادة الإنتاج. توفي الطاهر بن عاشور تاركًا وراءه إرثًا غنيًا من الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : قشب
