الفروقات بين القصد والنّيّة مكانتهما وموقع المقاصد في الفقه الإسلامي

يُميز علماء الدين بين مصطلحي القصد والنّيّة، حيث يُعرّف القصد بأنه عزْم الشخص نحو تنفيذ فعلٍ ما، بينما تُعتبر النّيّة قصد المرء لما يريد تحقيقه بالفعل. وفقًا للقرافي، النّيّة تشمل الرغبات بشأن الأمور المستقبلية والعاجزة عنها، بينما يربط ابن القيم القصد بالأفعال المُمكنة والمستقبليّة فقط. هذه الفروقات تُظهر أن النّيّة أكثر شمولية وتغطي نطاقًا أوسع من الرغبات مقارنة بالقصد. في المنظومة الفقهية، تُعتبر المقاصد ذات أهمية كبيرة وتأثير شامل على الأعمال الإنسانية، سواء كانت عملية أو تعبدية. فقهاء مثل أبو عبيد والبَيهقي والشَّافعي أكدوا على دور المقاصد الكبير في تجديد الحياة داخل المجتمع المسلم. يُلخص السيوطي هذا الأمر بقوله إن أمور البشر ترتكز على نواياهم، مما يُبرز ضرورة فهم طبيعة علاقتنا بما نقوم به لتحقيق التقرب إلى الخالق والسلوك بحياة مرضية رضوانيته.