الوسطية في الإسلام تجليات الاعتدال والتوازن في العقيدة والشريعة والأخلاق ومنهج الدعوة

الوسطية في الإسلام تجسد مبدأ الاعتدال والتوازن في مختلف جوانب الحياة المسلمة، بدءاً من العقيدة التي تتميز بالإيجاز والجلاء، مما يعكس الوضوح والقصدية في فهم التدين. في نظام الحكم الشرعي، تتجلى الوسطية في التوازن بين المطلقات والاستثناءات، وبين الضرورة والإمكان. في مجال الأخلاق، تؤكد الوسطية على التوازن في التصرفات اليومية مثل إنفاق المال بحكمة والحفاظ على العلاقات الاجتماعية المتوازنة. الالتزام بالأخلاق الإسلامية يعني تعزيز قيم الاعتدال، بما يشمل حسن الاستماع وحسن الخطاب، وضبط النفس والإنفاق. من منظور دعوي، يدعو الإسلام إلى استخدام الحوار العقلاني والمعقول للوصول إلى قلوب الآخرين، باستخدام الطرق اللطيفة والمهذبة التي تحترم حقوق الجميع. تتجسد الوسطية أيضاً عندما تُمارَس بشكل صحيح دون اختلاط بمبادرات مغلوطة أو تناقضات داخلية، مما يجعلها مصدراً لهداية المجتمع نحو طريق الحق والخير. ومع ذلك، قد تشكل خطراً إذا استخدمت لتبرير الانحرافات الذاتية تحت ستار الداعي الوسيط. تبقى الوسطية خاصية فريدة وشاملة لكل أبعاد الحياة الإسلامية، وهي سر امتداد تأثير الرسالة المحمدية عبر الزمن، حيث تسعى دائماً لتحقيق توازن إنساني شامل يحقق رضوان الرب سبحانه وتعالى.