تطور مفهوم الوطن في الشعر العربي عبر رحلة زمنية ومكانية غنية، بدءاً من العصر الجاهلي حيث كان الوطن مرتبطاً بالقبيلة. في هذا العصر، كانت الولاءات تتجه نحو القبيلة كمصدر للهوية والانتماء، كما يظهر في أشعار زهير بن أبي سلمى وخفاف بن ندبة. ومع ذلك، بدأت بوادر اهتمام بالقومية العربية والإنسانية العامة تظهر بشكل خافت، مثل قول امرؤ القيس الذي يعبر عن حزن عميق لفقدان أرض وأناس أحبوها. مع مجيء الإسلام، تغيرت مفاهيم الانتماء مرة أخرى ليصبح المسلمون ينتمون لدولة واحدة هي الدولة الإسلامية، مما عزز شعور الوحدة الدينية والتاريخ المشترك. في عصر النهضة العربية الحديثة، تأثر الشعراء بتجارب الاستعمار الغربي وحركات التحرر الوطني، مما جعل مفهوم الوطن يأخذ بعداً قومياً عربياً. وبحلول القرن العشرين، تميز شعر المقاومة الفلسطينية بإكسابه خاصيته الخاصة المرتبطة بمأساة الهجرة والتشرد الفلسطيني. وقد صدحت قصائد الشعراء الفلسطينيين بصوت عالٍ مدافعًا عن حق اللاجئين المسلوب بحقه القانوني غير قابل للنقاش.
إقرأ أيضا:الأصول الحقيقية للعينات الأندلسية
