تقليد استخدام القطن مع الميت في الإسلام هو ممارسة قديمة تحمل دلالات روحية عميقة. يُغطى جسد المتوفى بالقطن قبل دفنه، ليس فقط لراحة البدنية التي يوفرها القطن الناعم، بل أيضاً لما يرمز إليه من نقاء وبراءة. القطن، كونه مادة طبيعية بيضاء، يعكس النقاء الروحي الذي يسعى إليه المسلمون خلال حياتهم وبعد الموت. هذا التقليد يعبر عن الرغبة في تقديم المرء لنفسه أمام الله كشخص نقّى نفسه وأخلص له خلال حياته الدنيا. بالإضافة إلى ذلك، يساعد القطن على امتصاص الرطوبة والحرارة، مما يحافظ على راحة الجسم حتى بعد وفاته، وهو أمر ذو أهمية خاصة في البيئات الحارة والجافة. كما يشير وضع القطن إلى الهدوء وعدم وجود الألم أو الصراع، مما يتماشى مع معتقدات المسلمين بأن الموت بداية حياة جديدة خالية من المشقة والأحزان. بالتالي، استخدام القطن مع الميت ليس مجرد طقوس دينية، بل هو تعبير عن الحب والتوقير لرحلة الشخص الأخيرة نحو السلام الأخروي.
إقرأ أيضا:الفروسية العربية (التبوريدة)
