رحلة تربت الأمومة وتأثيرها العميق قصة الإمام الشافعي مع والدته

تجسد رحلة الإمام محمد بن إدريس الشافعي مع والدته نموذجًا بارزًا لتأثير الأمومة العميق على تشكيل شخصية الأبناء. منذ ولادته في غزة، لعبت أمه أم عبد الرحمن بنت عبد الملك الزبيرية دورًا محوريًا في حياته. فقد كانت هي من تولت تعليمه القرآن الكريم منذ الصغر، مما غرس فيه حب العلم والمعرفة. بعد وفاة والده، تولت الأم مسؤولية رعايته وتعليمه، مما ترك أثرًا عميقًا في حياته. لم يكن تأثيرها مقتصرًا على توفير الحب والأمان فحسب، بل كانت تُظهر له قوة المرأة المسلمة وحكمتها في إدارة المنزل والحياة العامة. بفضل هذا الدور النشط كمعلمه الأولى، بدأ الشافعي دراسة الحديث والفقه تحت إشراف علماء مشهورين مثل مالك بن أنس وإسحاق بن راهويه. وعلى الرغم من نجاحاته المبكرة، ظل الشافعي يحتفظ برباط وثيق بوالدته ويستشيرها في القرارات الهامة. حتى بعد وفاتهما سوياً بالقاهرة، استمر الشافعي في نشر تعاليم الدين الحنيف ولم ينس أبدًا الدروس التي تعلمها منها. إن حبّه واحترامّه الكبيران لوالدته هما شاهدان حيَّيان على القوة الروحية والعاطفية للرابط بين الأم وابنها وكيف يمكن للأمهات التأثير بشكل غير قابل للمقارنة على مصائر أبنائهن.

إقرأ أيضا:الجيش المخزني السعدي (التأصيل)
السابق
استعراض تاريخ غزوة خيبر الأحداث والتداعيات الاستراتيجية
التالي
الذكاء الاصطناعي تحديات وآفاق التطور المستقبلي

اترك تعليقاً