ما تظنون أني فاعل بكم

في سياق فتح مكة، خاطب النبي -صلى الله عليه وسلم- أهلها بقوله: “ما تظنون أني فاعل بكم”، وهي مقولة تعكس موقفًا حاسمًا في تاريخ الإسلام. هذه العبارة جاءت بعد أن دخل النبي مكة منتصرًا، وقد كان أهلها قد أخرجوه منها سابقًا وأساءوا إليه وإلى أصحابه. من خلال هذا السؤال، استشار النبي أهل مكة حول ما يتوقعونه من رد فعله تجاههم، مما يوضح رغبته في إشراكهم في تحديد مصيرهم. أجاب أهل مكة بأنهم يتوقعون منه خيرًا، معترفين بأنه أخ كريم وابن أخ كريم. رد النبي على ذلك بالعفو عنهم، قائلًا: “لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم”. هذا العفو لم يكن مجرد تصرف فردي، بل كان له تأثير عميق على المجتمع الإسلامي، حيث صان أرواح ودماء وأموال أهل مكة، وأكد على حرمة المدينة المقدسة. من خلال هذه المقولة، يُظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- نموذجًا للرحمة والعفو عند المقدرة، مما يعزز قيم التسامح والتفاهم في الإسلام.

إقرأ أيضا:محمد المختار السوسي واللغة العربية
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
كيف أرضي ربي
التالي
ما أهم سمات الحديث القدسي

اترك تعليقاً