نشأ علم الاجتماع في أوروبا خلال القرن الثامن عشر كاستجابة للظواهر الاجتماعية المعقدة التي شهدتها تلك الفترة، مثل التحول الصناعي والثورة الفرنسية. بدأ هذا المجال الأكاديمي مع رواد مثل إيميل دوركايم ومكس فيبر وأوغست كونت، الذين سعوا إلى فهم البنية الاجتماعية وتحولاتها. دوركايم، المعروف بـ “أبو علم الاجتماع”، قدم النظرية الوظيفية التي ترى المجتمع كجسم حي، حيث كل جزء يؤدي وظيفة مهمة للحفاظ على التوازن. فيبر، من جهته، ركز على العلاقة بين القيم الثقافية وبنية السلطة، مما أدى إلى تطوير نظريات حول الرأسمالية والعلمانية. مع مرور الوقت، توسع علم الاجتماع ليشمل مدارس فكرية جديدة مثل البنيوية الرمزية ونظرية الصراع التي قدمها كارل ماركس وكارل مانهايم، والتي سلطت الضوء على الأدوار الاقتصادية والقوة في تشكيل السلوك الاجتماعي. كما ساهمت دراسات النوع الاجتماعي والعرقية والجنسانية في تعميق الفهم للسلوك البشري ضمن نسيج اجتماعي متنوع ومترابط. اليوم، يستخدم علم الاجتماع مجموعة واسعة من التقنيات البحثية لاستكشاف مواضيع متنوعة، ويبقى هدفه الأساسي هو تقديم نظرة ثاقبة للكيفية التي تؤثر بها العلاقات البشرية والأنظمة المؤسسية على حياة الأفراد والمجموعات داخل المجتمع العالمي المعاصر.
إقرأ أيضا:كتاب مقدمة للأمن السيبراني
السابق
المنهج المقارن فهم آليات التحليل والدراسة المتعمقة
التالياجعل نفسك مُدركا رحلة الاستكشاف الذاتى
إقرأ أيضا