تاريخ وأحداث

الدولة المرينية والعرب

● لعب الميرينيون دورا لا يقل أهمية عن دولة الموحّدين قبلهم في تعريب المغرب، بل أن العرب عرفو أوجهم في عهد بنو مرين وزادت أراضيهم وسلطتهم وقوتهم ومكانتهم، مما مهد لقيام دولة عربية صرفة بعدها وهي دولة الزيدانيين الأشراف ؛

👈 كان المرينيون يقولون عن أصلهم أنهم عرب مضر ؛ يقول ابن أبي زرع مؤرخ الدولة المرينية في كتابه، ” روض القرطاس ” ؛ 《 بنو مرين فخذ من زناتة، وهم من ولد مرين، بن ورتاجن، بن ماخوخ، بن وجديج، بن فاتن، بن يدر، بن عبد الله، بن ورتيب، ابن المعز، بن ابراهيم، بن سجيح، بن واسين، بن يصليتن، بن مشری، ابن زاكيا، بن ورسيك، بن زنات، بن جانا، بن يحيا، ابن تمزيت، بن خريس، وهو جالوت الأول ملك البربر، ابن زجيح، بن مادغيس الأبتر، ابن بر ، بن قيس ، بن عيلان ، بن مضر ، بن نزار ، ابن معد ، بن عدنان..، فمن زنات بن جانا تفرقت قبائل زناتة ، فهم عرب صريحون》. (راجع المصدر هنا)

👈 إعتماد المرينيين على العرب في قيام دولتهم وفي جيشهم خاصة عرب الغرب (غرباوة) يقول  أبو القاسم الزياني 1734م عن هذا ؛《 عرب جشم من الخلط وأهل الغرب، حيث كانوا شيعة لبني مرين 》. (راجع هنا ص150)

إقرأ أيضا:معركة بلاط الشهداء..حين وقف الغافقي على عتبات باريس

ويقول محمد الصغير الإفراني (1669م) 《 هؤلاء العرب من الخلط ومختار وسفيان اصلهم من جشم القبيلة المشهورة وكانوا في القديم من شيعة بني مرين وهم الذين اقدموهم من المغرب الأوسط وفيه كان قرارهم وكانت لهم في الدولة المرينية صولة ومرتبة 》. (راجع المصدر هنا)

وعن كثرة عرب الخلط الذين دخلو المغرب يقول يقول ابن عذاري المراكشي ؛ 《وحق لمن اغتر مثل غروره أن يختل عقله، فإن الأرض كادت أن تهتز لوطأته، والجبال تميد لسطوته، فإن إخوانه الخلط كانوا أزيد من اثني عشر ألفاً من الفرسان ومعهم من الأتباع المنقادين والحشود مثلهم، وأما رجلهم فالجراد المنتشر لا يحصي عددهم إلا خالقهم》. (راجع هنا)

وكان البربر يستنكفون من ولاية جيوش العرب المرينية عليهم وهو ما يؤكده أبو القاسم الزياني مضيفا ؛ 《 وقاموا بأمرهم (البربر) استنكافا من ولاية العرب الذين في عسكر بني مرين 》(راجع ص70 من الكتاب هنا).

إقرأ أيضا:الدولة السعدية العربية قيامها وتنظيمها

● ونشير إلى أن الحملات العسكرية لبنو مرين كانت تتصدرها القبائل العربية ومنه ما قاله ابن خلدون في كلامه عن إحدى حملات يعقوب المنصور المريني قائلا ؛ 《وتوافت لَدَيْهِ أَمْدَاد الْعَرَب من قبائل جشم أهل تامسنا الَّذين هم سُفْيَان والخلط والعاصم وَبَنُو جَابر وَمن مَعَهم من الأثبج وقبائل ذَوي حسان والشبانات من معقل أهل السوس الْأَقْصَى وقبائل ريَاح أهل أزغار وبلاد الهبط》. (راجع هنا وهنا)

👈 عن إكتساح العرب بلاد المغرب في عهد المرينيين يقول ابن خلدون مؤرخ الحقبة ؛ 《 وأما لهذا العهد وهو آخر المائة الثامنة فقد انقلبت أحوال المغرب الذي نحن شاهدوه وتبدلت بالجملة واعتاض من أجيال البربر أهله على القدم بما طرأ فيه من لدن المائة الخامسة من أجيال العرب بما كسروهم وغلبوهم وانتزعوا منهم عامة الأوطان وشاركوهم فيما بقي من البلدان》.(راجع المصدر هنا)

👈 وعن إكتساح العرب للمغرب في زمان بنو مرين، جاء في كتاب 《General history of Africa, IV: Africa from the twelfth to the sixteenth century》 الصادر عن منظمة {اليونيسكو}، الصفحة 89 : ••   من أهم التطورات في عهد المرينيين تزايد أهمية العرب في المغرب، فقد سبق للعرب أن وفدوا للمغرب بعدد كبير في عهد الموحديين وساهموا في تغيير البلاد وطابعها البربري. وقد كانت سياسة بني مرين تجاه العرب يمليها الضعف العددي لأتباعهم من زناتة مقابل العرب ، لذلك رحبوا بدعم العرب لهم ، وهذه الظروف ساهمت في وفود قبائل عربية أخرى وتوسع النطاق العربي في المغرب ، حيث استقر معظمهم في السهول … وأصبحت اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلاد (راجع هنا)

إقرأ أيضا:معركة القرن والأصنام {قمع الثوار وإعادة الاعتبار}

👈 عرب بنو معقل وإكتساحهم بلاد المغرب من شرقها لغربها في عهد بنو مرين، يقول ابن خلدون عن هذه الواقعة وهو الذي عاصرها وعايشها ؛ 《 بنو معقل هذا القبيل لهذا العهد من أوفر قبائل العرب ومواطنهم بقفار المغرب الأقصى مجاورون لبني عامر من زغبة في مواطنهم بقبلة تلمسان، وينتهون إلى البحر المحيط من جانب الغرب، وهم ثلاثة بطون: ذوي عبيد الله وذوي منصور وذوي حسان. 

فذوي عبيد الله منهم هم المجاورون لبني عامر ومواطنهم بين تلمسان وتاوريرت في التل وما يواجهها من القبلة.

● ومواطن ذوي منصور من تاوريرت إلى بلاد درعة فيستولون على ملوية كلها إلى سجلماسة وعلى درعة وعلى ما يحاذيها من التل مثل تازة وغساسة ومكناسة وفاس وبلاد تادلا والمقدر.

● ومواطن ذوي حسان من درعة إلى البحر المحيط، وينزل شيوخهم بلاد نول قاعدة السوس فيستولون على السوس الأقصى وما إليه، وينتجعون كلهم في الرمال إلى مواطن الملثمين من كدالة مستوفة ولمتونة (راجع هنا)

⚠️ ويضيف ابن خلدون عن سبب كثرتهم الهائلة موضحا : 《 وكان دخولهم إلى المغرب مع الهلاليين في عدد قليل..، وإنما كثروا بمن اجتمع إليهم من القبائل من غير نسبهم فإن فيهم من فزارة من أشجع أحياء كبيرة، وفيهم الشظة من كرفة والمهاية من عياض، والشعراء من حصين والصباح من الأخضر ومن بني سليم وغيرهم 》. (راجع هنا)

💪 ولهذا قال الرحالة الأندلسي الحاج عبدالله بن الصباح (القرن 8هـ )، في كتابه {نسبة الأخبار وتذكرة الأخيار} واصفا بلاد بني مرين حين زارها قائلا ؛  وعلى بلاد بني مرين وعبد الواد قبائل المعقل أعراب كثيرو الخيل والرجال. وعلى بلاد عبد الواد قبائل بني عامر الكرام الأجواد أصحاب كثرة العدد، وقبائل بنو يعقوب وسويد وحسين ورياح المعروفون بكثرة النجوع والخيل والرجال وكثرة العدد . (راجع هنا ص69)

السابق
العرب في تامسنا
التالي
دولة الأدارسة والعرب

تعليق واحد

أضف تعليقا

  1. اجسنتم. جميل اتمنى ان تستمرو في إعادة كتابة التاريخ الحقيقي الذي زوره المتمزقين أصحاب الخرافة

اترك تعليقاً