أضرار الإسراف والبخل في الإنفاق ميزان اعتدال الحياة وفق الشرع الإسلامي

الإسراف والبخل في الإنفاق يمثلان طرفي نقيض في السلوك المالي، وكلاهما يؤدي إلى أضرار جسيمة على الفرد والمجتمع. الإسراف، الذي يعني إنفاق المال بلا حدود أو ضرورة، يؤدي إلى هلاك البركة وضياع الثمار المالية، مما يجعل الإنسان عبدًا للقوت اليومي بدلاً من أن يكون سيد نفسه. هذا السلوك يحرم الفرد من رضا الله ويؤدي إلى تراكم الأمراض الجسدية والنفسية، مما يعيق التطور الذهني والفهم السليم للأشياء. على المستوى الاجتماعي، يؤدي الإسراف إلى استهلاك سلبي وغير منتج، مما يجعل الفرد يعتمد على الآخرين لقضاء احتياجاته. من ناحية أخرى، البخل هو جريرة الاقتصاد بدون وجه حق، ويعكس تصورا مشوها للحياة البشرية. البخل يؤدي إلى معاناة اجتماعية مستدامة ويضر بمحيط الشخص الاجتماعي، حيث يجحد حقوق الفقراء والمستحقين للنعم، مما يعرضه للسخط العام والنفرة الاجتماعية. الإسلام يدعو إلى الاعتدال في الإنفاق كوسيلة لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والتماسك المجتمعي، مؤكدًا على أهمية الزكاة والكفارات وغيرها من الأفعال الحميدة التي تضمن فلاح الدنيا والدين.

إقرأ أيضا:أول من فك رموز الهيروغليفية هو العالم المسلم أبو بكر أحمد ابن وحشية النبطي وليس الفرنسي شامبليون
السابق
رحمة الله الواسعة بعباده في يوم الحساب مظاهر الرحمة الإلهية التي تغمر النفوس
التالي
أبو الحسن الأشعري رائد المدرسة الأشعرية في العقيدة

اترك تعليقاً