الرمز في سربروس في بابل دراسة نقدية لجماليات الشعر عند بدر شاكر السياب

في قصيدة “سربروس في بابل”، يستخدم بدر شاكر السياب الرمزية بشكل مكثف لنقل رسالة سياسية واجتماعية عميقة. يبدأ السياب برمز العنوان نفسه، سربروس، الذي يمثل في الأساطير اليونانية كلباً ذو ثلاثة رؤوس يحرس أبواب عالم الموتى. في القصيدة، يُستخدم هذا الرمز لتجسيد القوى الاستعمارية الغربية المدمرة للعراق خلال فترة الاحتلال البريطاني. هذا الاستخدام للرمز الأسطوري يعكس الخراب والدمار الذي حل ببابل، حيث يصف السياب سربروس بأنه يمزق الصغار بالنوابض ويقضم العظام، مما يزيد من حدة تعبيرات الشر والخراب. بالإضافة إلى ذلك، يستغل السياب الرموز الطبيعية مثل الماء، الذي يأخذ طابع الانتقام والتجديد والتطهير، ليشير إلى الإصلاح الاجتماعي والديني. كما أن استخدام الموقع الجغرافي لبابل يضيف طبقة أخرى من الدلالة، حيث ترتبط المدينة بالتراث الثقافي العريق للشعب العراقي وتاريخه الطويل. من خلال هذه الرموز المتداخلة، يقدم السياب رؤية شعرية عميقة ومعمقة حول الواقع المعاش، مما يجعل قصيدته نموذجاً بارزاً لجماليات الشعر عند بدر شاكر السياب.

إقرأ أيضا:أبو موسى المديني
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
نجوم الأدب المصري رحلة عبر تاريخ القلم
التالي
استكشاف الفلسفة الإنسانية في كتاب نطفة رحلة عبر الحياة والإيمان

اترك تعليقاً