جوهر المدح الشعري في العصور العربية الأولى، كما يتجلى في شعر المدح في العصر الجاهلي، هو تعبير عميق عن الولاء والقوة والتقدير. هذا النوع الأدبي لم يكن مجرد وسيلة للتعبير عن الامتنان والإجلال، بل كان أداة فعالة لبناء العلاقات بين القبائل وتقديم الدعم السياسي والعسكري. كانت قصائد المدح تعكس قيم المجتمع البدوي مثل الفروسية والشهامة، مما يعزز من مكانة القبيلة أو الحاكم المحترم. بالإضافة إلى ذلك، لعب شعر المدح دوراً دينياً مهماً، حيث صور جمال الطبيعة وأعمال الله الخالقة، وسلط الضوء على الأخلاق الإسلامية البدائية مثل الصبر والكرامة والعدالة. من الناحية اللغوية والبلاغية، تميز شعر المدح بجودته الجمالية واستخدامه الغني بالأمثال الشعبية والصيغ النموذجية للشعر العربي الأصيل. هذا النوع من الشعر لم يكن مجرد قطعة تاريخية أدبية، بل كان شاهداً حياً على روح الإنسانية المشتركة التي تربط البشر منذ القدم وحتى يومنا هذا.
إقرأ أيضا:قبيلة اولاد مساعد بزاكورةجوهر المدح الشعري في العصور العربية الأولى دراسة متعمقة لشعر المدح في العصر الجاهلي
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم: