أنا لستُ لي رحلة عبر ساعات محمود درويش

في قصيدة “أنا لستُ لي”، يقدم محمود درويش رحلة شعرية تعكس تعقيدات الوجود الإنساني وتحديات الفرد الضائع بين يدين يشعر بأنه ليس ملك نفسه فيهما. القصيدة ليست مجرد انعكاس لحالة الشاعر الشخصية، بل هي شهادة على روح شجاعة وضعت كل جوانب الحياة تحت مجهر البحث والتساؤل. من خلال تصويره للأرض والشمس والقمر، يعكس درويش الشعور بالامتداد إلى العالمية وسط القيود المحلية الشخصية. حتى الأشياء الصغيرة مثل قطعة ورق تم انتزاعها من الإنجيل أو ملح الدموع على الجدران تصبح جزءًا من عالمه الخاص. ومع ذلك، هناك شعور عميق بعدم الاستقرار داخل النفس البشرية، وهو ما يتجلى في تساؤلات الشاعر حول هويته وهالة الزمان والمكان. يقترح درويش أن وجودنا يستحق الاحترام والتذكر، ويطلب لنفسه مترًا ونصف متر من التراب كقطعة أرض شخصية له ولحياته الآتية. في النهاية، يصل الشاعر إلى نهاية مؤثرة حيث يقول: “أما أنا فقد امتلأت بكل أسباب الرحيل فلستُ لي”. هذه الجملة الأخيرة تحمل الكثير من التعقيد والمعنى العميق، فهي اعتراف بأن الروح البشرية تسعى دائمًا نحو الحرية وعدم التقيد بطرق وعادات المجتمعات والثقافات المألوفة. القصيدة هي دليل قاطع لموهبة درويش وإتقانه لإيجاز الأفكار الكبيرة واستخراج المشاعر الإنسانية المضطربة بطريقة بسيطة وبلاغ

إقرأ أيضا:مدينة آسفي المغربية واحدة من بين أقدم مدن المغرب
مقالات قد تكون مفيدة من موسوعة دار المترجم:
السابق
رواية رجال في الشمس دراسة نقدية لأعلام يبحثون عن ملاذ آمن
التالي
تحفة الشعر العربي قصائد مختارة لحامد زيد

اترك تعليقاً