في نظر ابن خلدون، التربية ليست مجرد عملية نقل المعرفة، بل هي منهج شامل لتنشئة المجتمعات الإسلامية. يركز ابن خلدون على تنمية عدة محاور رئيسية تشكل الأساس لأي نظام تربوي ناجح. أولًا، يؤكد على التنشئة الدينية والأخلاقية، حيث يرى أن تعزيز القيم الإسلامية والمبادئ الروحية لدى الأجيال الناشئة ضروري لتحصين النفوس ضد الانحراف وضمان الالتزام بالمعايير الأخلاقية الإسلامية. ثانيًا، يشجع على التعليم العملي والتطبيقي، مما يعزز فهم الطلاب للأحداث الواقعية ويتيح لهم تطبيق ما تعلموه بشكل مفيد ومباشر. ثالثًا، يدعم ابن خلدون تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداع لدى الطلاب، مما يمكنهم من مواجهة تحديات الحياة بطرق مبتكرة وصائبة. رابعًا، يسعى لنشر الشعور بالانتماء الوطني والقومي بين المسلمين عبر التركيز على تاريخ الأمّة وحضارتها القديمة. وأخيرًا، يهدف إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية الإيجابية من خلال إعداد أفراد قادرين على خلق علاقات متوازنة قائمة على الاحترام المتبادل والثقة واحتساب المصالح العامة قبل الخاصة. من خلال هذا النهج الشامل، يقدم ابن خلدون خطوطًا رفيعة لفهم كيفية إعداد شباب صحاح العقيدة والصالحين بالأفعال لصالح قضية الحفاظ وبناء أمجاد الأمة الإسلامية للعصور المقبلة.
إقرأ أيضا:مذكرات باحث عن الحياة (الجزء الخامس)حينما حلقت الطيور نحو الشمال
السابق
دور ومسؤوليات وزارة الصحة الأردنية ودعمها لصحة المجتمع
التاليالتضامن كركيزة أساسية للأمة الإسلامية
إقرأ أيضا