في شعر أبي العتاهية، يتجلى الموت كموضوع مركزي يعكس رؤيته الفلسفية العميقة للحياة والموت. يُظهر الشاعر وعيًا حادًا بالزوال، حيث يؤكد أن الموت هو حقيقة لا مفر منها، وأن مواجهة الموت بشجاعة هي الخيار الأمثل بدلاً من الهروب منه أو الخوف منه. هذه الرؤية تتجلى في قوله: “وإذا لم يكن من الموت بد، فمن العجز أن تموت جبانا”. كما يتطرق أبو العتاهية إلى تعقيدات الحياة اليومية، مشيرًا إلى أنها مليئة بالأذى والمشقة، وأن الخير والشر متداخلان فيها. في قصيدته “الدنيا لنا دار أذى ممزوجة الصفو بألوان القذى”، يعبر عن هذه الرؤية الواقعية للحياة. بالإضافة إلى ذلك، ينتقد الشاعر فكرة الفخر والاعتداد بالنفس، مستشهدًا بحقيقة أن الإنسان يبدأ كنطفة وينتهي كجيفة، مما يذكّر الناس بأن الحياة مؤقتة وأن الفخر الزائف لا قيمة له. من خلال شعره، يستخدم أبو العتاهية الشعر كأداة للتعليم والتوجيه، مشجعًا القراء على الاعتماد على عقولهم واتخاذ القرارات الحكيمة، مع التركيز على أهمية حسن الفعل كأفضل ثروة يمكن أن يمتلكها الإنسان.
إقرأ أيضا:الدارجة المغربية : مضَعضَع
السابق
تطور النثر الأدبي في عصر بني أمية نهضة أدبية عربية شامخة
التاليالحوار حول الذكاء الاصطناعي التحديات الأخلاقية والمعرفية
إقرأ أيضا