انهيار الدولة العباسية الثانية أسباب وأعراض ونظرة إلى آثارها الدائمة

شهد القرن الثالث الهجري بداية انهيار الدولة العباسية خلال عهدها الثاني، وهو انهيار نتج عن مجموعة من الأسباب المتداخلة التي أثرت بشكل كبير على مجريات الأحداث السياسية والحكم في ذلك الوقت. بدأت هذه الانهيارات بعد وفاة الخليفة هارون الرشيد، حيث أدخل نظام العهد الذي أدى إلى صراعات داخلية وخارجية حول حق الملك الشرعي. مع مرور الزمن، سيطرت القبائل التركية تدريجياً على الحكم، بدءاً بخروج الطاهريين ثم البويهيين والسلاجقة، الذين استغلوا حالة الانقسام الداخلي للاستئثار بالسلطة. من أبرز الأسباب الرئيسية لهذه التحولات ضعف الحكام العباسيين الذين تولوا مقاليد الأمور بعد عصر الرشيد، ما سهّل مهمة الوافدين الجدد للتدخل واتخاذ القرارات المصيرية. إضافة لذلك، نشأت طبقة جديدة غنية متنفذة غير راضية عن الوضع القائم بسبب سياسات خزانة المال المختلفة التي طالت مصالح رجال الأعمال والأغنياء التقليديين. على المستوى الاجتماعي والثقافي، ظهرت علامات واضحة لضعف المركز المركزي للدولة مع انتشار الفتن والصراعات الإقليمية الصغيرة بين مختلف المناطق، وكذلك ظهور حركات دينية وفلسفية تسعى لتحقيق استقلالها عن مركز الخلافة مثل الباطنية والدروز والإسماعيلية. في الجانب الاقتصادي، أثرت هذه الفترة على التجارة العالمية والعلاقات التجارية الدولية؛ فقد تحولت طرق تجارية رئيسية نتيجة لأزمات الغزو وانتشار الحرب داخل الدول الإسلامية وخارجها،

إقرأ أيضا:لا للفرنسة وأيتام فرنسا، نعم للعربية
السابق
وسائل الاتصال الحديثة ودورها في تعزيز الفهم المشترك
التالي
مؤتمر يالطا الشراكة العالمية التي شكلت مصير ما بعد الحرب العالمية الثانية

اترك تعليقاً