في قلب الإمبراطورية العثمانية، برزت بنية اجتماعية معقدة ومتنوعة تشكلت عبر أكثر من ستة قرون. كانت هذه البنية تنقسم بشكل أساسي إلى ثلاثة مستويات بارزة. في قمتها، جاء “البيت الخديوي”، وهو الطبقة الحاكمة المكونة من الأسرة المالكة والأقارب الأقوياء لها. هؤلاء الأفراد يتمتعون بامتيازات حصرية وخاصة، بما فيها الامتيازات الاقتصادية والقانونية والدينية.
بينما شكلت الطبقة الوسطى العمود الفقري للاقتصاد العثماني، حيث ضمت تجارا ماهرين وحرفيين وفلاحين يعملون غالبا ضمن نقابات مهنية تهدف إلى حماية حقوقهم وتوفير دعم مالي مشترك. أخيرا، تمثلت قاعدة المجتمع في مجموعات سكانية متنوعة من العشائر والعائلات التي أظهرت ولاء للدولة ولكنها خضعت لأنظمة قانونية محلية مختلفة بعض الشيء عن تلك السائدة في مناطق أخرى.
إقرأ أيضا:حضارة العرب في الجزيرة العربية في عصور ماقبل الإسلامخلال فترة حكم طويلة امتدت لأجيال عديدة، شهدت الإمبراطورية العثمانية تسلسلًا طويلًا لسلالة السلاطين الذين لعبوا دورًا حيويًا في تشكيل هذا النظام الاجتماعي المعقد والمتعدد الطبقات.